في عالم يُمجد “الاستمرار مهما كان”، ننسى أحيانًا أن التوقّف قرار شجاع. أن تقول “كفى” لا يعني أنك ضعيف، بل أنك أدركت أن ما تفعله لم يعد يخدمك، ولم يعد يُشبهك.
هناك علاقة تتعبك؟ عمل يستنزفك؟ هدف لم يعد يُلهمك؟ التوقّف ليس دائمًا هروبًا… بل أحيانًا يكون تحررًا. لأن الإصرار على طريق خاطئ، لن يقودك إلا إلى مزيد من الضياع.
نُربّى على أن الانسحاب “عار”، لكن الحقيقة أن البقاء في مكان يُطفئك هو الخطر الحقيقي. ليس من الحكمة أن تُكمل فقط لأنك بدأت، أو لأنك استثمرت وقتًا. الحكمة هي أن تعرف متى تُراجع نفسك.
التوقف يمنحك فرصة لإعادة التوجيه. للتفكير، للتقاط أنفاسك، لاكتشاف طريق آخر يُشبهك أكثر. هو ليس نهاية… بل استراحة ذكية.
علينا أن نُعيد تعريف النجاح… بأنه ليس في الصمود الأعمى، بل في المرونة. في أن تعترف أن شيئًا ما لم يعُد مناسبًا، وأن تبحث عن الأفضل، لا فقط عن الاستمرار.
فلا تخف من التوقف. الخوف الحقيقي… أن تمضي العمر في الاتجاه الخاطئ، فقط لأنك خفت أن تتوقف لحظة.